وسط أحد المستودعات المهجورة في مكة المكرمة، تقبع عشرات السيارات العتيقة التي كانت تذرع الطرق ذهابا وإيابا منذ قديم الزمن، تحف ثمينة تحمل بين هياكلها الحديدية الفاخرة قصصها وقيمتها التي أخذتها من تلك الأزمنة الموغلة حينما كانت للأشياء قيمتها لكنها أصبحت في نهاية المطاف تغطيها الرمال والنفايات المتراكمة.
تقف سيدات الطريق اللاتي أهملهن الزمن فمضت بهن السنون دون أن يكترث أحد لقيمتهن، تجد بين تلك الجدران المهدمة إصدارات محدودة لبعض السيارات وأخرى مضى على صناعتها ما يزيد على ٦٠ عاما ونيف، بل إن بعضها صنع منها عدد محدود خلال سنوات قليلة قبل أن تتوقف مصانعها عن إنتاج المزيد منها.
«عكاظ» كانت هناك لتروي الحكاية وتنقل المشهد والحلول الكفيلة بالاستفادة من تلك السيارات.. أحد ساكني الحي المهتمين بمجال السيارات الشاب أيمن دبوس أكد أنه منذ نشأته في الحي قبل 20 عاما وهو يسمع الناس يتحدثون عن هذا المستودع وكيف أنه من أملاك إحدى عائلات مكة الكبيرة التي خلفت وراءها فيه كما هائلا من السيارات الكلاسيكية القديمة التي تصل قيمتها إلى مبالغ مالية ضخمة لو أُحسن الاهتمام بها وترميمها، بل إنها قد تشكل إرثا ومحتوى جميلا لمتحف قد يجمعها ويضمها سويا. يقول أيمن: «بعض هذه السيارات الكلاسكية لا تقدر بثمن فقيمتها الحقيقية تتمثل في تاريخها وندرة وجودها في مختلف أسواق العالم؛ نظرا للتوقف عن تصنيعها منذ عشرات السنين وتخريد الكثير منها، بل إن القصص التي تضمها جنبات هذه المركبات هي -بحد ذاتها- حكاية أخرى، فبمجرد النظر إليها فأنت أشبه ما يكون بمن يعيش عالما آخر يسافر خلاله في الأزمنة الماضية، متخيلا كيف عاش هؤلاء وكيف كانوا وماذا صنعوا بتلك المركبات التي كانت نادرة وباهظة الثمن في ذلك الوقت».
ويستطرد أيمن: «من المؤسف أن ترى هذا الكم الهائل من السيارات ملقى ومهملا بهذا الشكل، ولا نعلم في الحقيقة لماذا لا يتم ترميمها ووضعها في متحف أو إعادة ضخها للسوق فهناك من أصحاب الشغف ومحبي هذه الطرازات والصناعات من لديه استعداد لدفع مبالغ مناسبة لقيمتها التراثية والتاريخية».
ويوضح أيمن أن «المستودعات جميعها مليئة بأكوام مهولة من السيارات والباصات التي تحمل شعارات شركات وشعارات البريد وبعضها كان مخصصا لنقل الحجاج في الزمن القديم حين بدأت النهضة في بلادنا المعمورة، فيا حبذا أن تجد من يلتفت لها ويعيد ترميمها لنستذكر سويا من خلالها عبق الماضي الجميل».
خبير السيارات الكلاسيكية ومالك العديد منها الشاب عبدالرحمن الشلوي، قال: «السيارات الأنتيك والكلاسيك كانت وما زالت محط اهتمام الكثير من السعوديين خصوصا في السنوات الأخيرة حيث استقطبت جميع أصناف المجتمع من رجال ونساء وحتى صغار السن الذين أصبح لديهم شغف البحث واستكشاف كل ما يتعلق بالكلاسيك، وهذا مؤشر جيد لاستمرارها في السنوات القادمة حيث إن كثيرا من هذه السيارات تشكل إرثاً لتاريخ آبائنا وأجدادنا وتحكي بعضا من جوانب كفاحهم في مملكتنا، كسيارات النقل والأجرة والسيارات الشخصية التي اقتنتها جميع طبقات المجتمع في أزمنة سابقة».
وينتقل الشلوي بحديثه ومن منطلق شغفه وخبرته فيها ليقول: «ما شاهدته يضم مجموعة من السيارات الثمينة كسيارات الكاديلاك في بداية الخمسينات الميلادية والسيارات الرئاسية لينكولن كونتينتال من موديل 64 إلى 66 وأولدزموبيل ٩٨ بداية الخمسينات وبداية الستينات، إضافة إلى مجموعة كبيرة من سيارات فولكس فاجن أو ما نسميها بلهجتنا العامية بوكس وسيارات الدودج كورنيت والبولارا وما نسميها بالفانتوم؛ التي استخدمت كسيارات أجرة لنقل الحجاج والمعتمرين وباصات النقل، بل إنه توجد بينها سيارة بونتياك ترانزام موديل ما بين 1971 إلى 1973 وهذه تبلغ قيمتها لو وجدت العناية والاهتمام ما يصل إلى أكثر من 100 ألف دولار أمريكي».
ويستطرد الشلوي: «نشاهد أيضا سيارة BMW 700 التي تعتبر من أندر وأغرب سيارات هذه الشركة، حيث صنعت بمحرك خلفي على غير المعتاد، وكان مجموع إنتاجها ما بين عام 1959 وعام 1965 وهذه النسخة الموجودة (كوبيه) قد صنع منها تقريبا ٣٠ ألف سيارة فقط، وأيضا هناك FORD TAUNUS TRANSIT والجيل الأول من هذا الباص الصغير أنتج بين عام 1953 وعام 1965 من شركة فورد الأمريكية، ولكن في مصانع ألمانيا، حيث يعتبر من السيارات المنتجة للسوقين الأوروبي والأسترالي -آنذاك- ما يدل على أنه مستورد شخصياً للمالك في السعودية مباشرة، أما سعره السوقي في الوقت الحالي فيتجاوز الـ30 ألف يورو في أفضل حالاته، وهناك أيضا سيارة GAZ-21 VOLGA التي تم إنتاجها في الاتحاد السوفيتي من شركة قاز وهذا الجيل الموجود أنتج ما بين عام 1962 إلى عام 1970، وبسعر يتجاوز الـ30 الف يورو في السوق الحالي، وهناك أيضا سيارة PONTIAC PARISIENNE بريزيان وهي ذات موديل 1965-1966من الجيل الثالث الذي استمر حتى عام 1970، وأيضا سيارة CHEVROLET DELUXE موديل 1951؛ وهي تعتبر من سيارات شيفروليه المعروفة وتوقف إنتاجها عام 1952. كما توجد هنا سيارة CHEVROLET IMPALA التي تغنى بها المطربون الشعبيون: «نطحني راعي امبالا .. عليه عيون قتّاله» وتكاد تكون السيارة الأشهر في مجتمعنا السعودي واستخدمت من قبل جميع طبقات المجتمع إضافة إلى شهرتها في سيارات الأجرة والتنقل قديما بين المدن وهي ذات موديل 1965 وقد تصل قيمتها إلى 100 ألف دولار أمريكي إذا كانت بحالة جيدة».
واستطرد الشلوي: واجهنا في الفترة الأخيرة بعضاً من القرارات التي لا تسمح بإصدار لوحات خصوصية للسيارات الكلاسيكية حيث تم تحويلها إلى سيارات للاقتناء فقط وفي الوقت الحالي تم إيقاف الاقتناء حتى صدور أمر جديد، ونحن نتمنى أن تكون هناك آليه للسماح باللوحات الخصوصية مثلها مثل أي سيارة حديثة حيث توجد سيارات تتجاوز أعمارها الـ40 سنة بحاله المصنع وبأسعار تتجاوز أسعار السيارات الحديثة بكثير.
وتمنى الشلوي أن يكون هناك تنسيق بين إدارة المرور وبين الفحص الدوري للسيارات بحيث تخضع السيارة الكلاسيك للفحص الدوري وإذا لم تجتزه لا يسمح بقيادتها وتصنف كاقتناء فقط أما بالنسبة للسيارة التي تتجاوز الفحص فتسجل كسيارة خصوصية وتفحص في كل عام بشكل دوري.
تقف سيدات الطريق اللاتي أهملهن الزمن فمضت بهن السنون دون أن يكترث أحد لقيمتهن، تجد بين تلك الجدران المهدمة إصدارات محدودة لبعض السيارات وأخرى مضى على صناعتها ما يزيد على ٦٠ عاما ونيف، بل إن بعضها صنع منها عدد محدود خلال سنوات قليلة قبل أن تتوقف مصانعها عن إنتاج المزيد منها.
«عكاظ» كانت هناك لتروي الحكاية وتنقل المشهد والحلول الكفيلة بالاستفادة من تلك السيارات.. أحد ساكني الحي المهتمين بمجال السيارات الشاب أيمن دبوس أكد أنه منذ نشأته في الحي قبل 20 عاما وهو يسمع الناس يتحدثون عن هذا المستودع وكيف أنه من أملاك إحدى عائلات مكة الكبيرة التي خلفت وراءها فيه كما هائلا من السيارات الكلاسيكية القديمة التي تصل قيمتها إلى مبالغ مالية ضخمة لو أُحسن الاهتمام بها وترميمها، بل إنها قد تشكل إرثا ومحتوى جميلا لمتحف قد يجمعها ويضمها سويا. يقول أيمن: «بعض هذه السيارات الكلاسكية لا تقدر بثمن فقيمتها الحقيقية تتمثل في تاريخها وندرة وجودها في مختلف أسواق العالم؛ نظرا للتوقف عن تصنيعها منذ عشرات السنين وتخريد الكثير منها، بل إن القصص التي تضمها جنبات هذه المركبات هي -بحد ذاتها- حكاية أخرى، فبمجرد النظر إليها فأنت أشبه ما يكون بمن يعيش عالما آخر يسافر خلاله في الأزمنة الماضية، متخيلا كيف عاش هؤلاء وكيف كانوا وماذا صنعوا بتلك المركبات التي كانت نادرة وباهظة الثمن في ذلك الوقت».
ويستطرد أيمن: «من المؤسف أن ترى هذا الكم الهائل من السيارات ملقى ومهملا بهذا الشكل، ولا نعلم في الحقيقة لماذا لا يتم ترميمها ووضعها في متحف أو إعادة ضخها للسوق فهناك من أصحاب الشغف ومحبي هذه الطرازات والصناعات من لديه استعداد لدفع مبالغ مناسبة لقيمتها التراثية والتاريخية».
ويوضح أيمن أن «المستودعات جميعها مليئة بأكوام مهولة من السيارات والباصات التي تحمل شعارات شركات وشعارات البريد وبعضها كان مخصصا لنقل الحجاج في الزمن القديم حين بدأت النهضة في بلادنا المعمورة، فيا حبذا أن تجد من يلتفت لها ويعيد ترميمها لنستذكر سويا من خلالها عبق الماضي الجميل».
خبير السيارات الكلاسيكية ومالك العديد منها الشاب عبدالرحمن الشلوي، قال: «السيارات الأنتيك والكلاسيك كانت وما زالت محط اهتمام الكثير من السعوديين خصوصا في السنوات الأخيرة حيث استقطبت جميع أصناف المجتمع من رجال ونساء وحتى صغار السن الذين أصبح لديهم شغف البحث واستكشاف كل ما يتعلق بالكلاسيك، وهذا مؤشر جيد لاستمرارها في السنوات القادمة حيث إن كثيرا من هذه السيارات تشكل إرثاً لتاريخ آبائنا وأجدادنا وتحكي بعضا من جوانب كفاحهم في مملكتنا، كسيارات النقل والأجرة والسيارات الشخصية التي اقتنتها جميع طبقات المجتمع في أزمنة سابقة».
وينتقل الشلوي بحديثه ومن منطلق شغفه وخبرته فيها ليقول: «ما شاهدته يضم مجموعة من السيارات الثمينة كسيارات الكاديلاك في بداية الخمسينات الميلادية والسيارات الرئاسية لينكولن كونتينتال من موديل 64 إلى 66 وأولدزموبيل ٩٨ بداية الخمسينات وبداية الستينات، إضافة إلى مجموعة كبيرة من سيارات فولكس فاجن أو ما نسميها بلهجتنا العامية بوكس وسيارات الدودج كورنيت والبولارا وما نسميها بالفانتوم؛ التي استخدمت كسيارات أجرة لنقل الحجاج والمعتمرين وباصات النقل، بل إنه توجد بينها سيارة بونتياك ترانزام موديل ما بين 1971 إلى 1973 وهذه تبلغ قيمتها لو وجدت العناية والاهتمام ما يصل إلى أكثر من 100 ألف دولار أمريكي».
ويستطرد الشلوي: «نشاهد أيضا سيارة BMW 700 التي تعتبر من أندر وأغرب سيارات هذه الشركة، حيث صنعت بمحرك خلفي على غير المعتاد، وكان مجموع إنتاجها ما بين عام 1959 وعام 1965 وهذه النسخة الموجودة (كوبيه) قد صنع منها تقريبا ٣٠ ألف سيارة فقط، وأيضا هناك FORD TAUNUS TRANSIT والجيل الأول من هذا الباص الصغير أنتج بين عام 1953 وعام 1965 من شركة فورد الأمريكية، ولكن في مصانع ألمانيا، حيث يعتبر من السيارات المنتجة للسوقين الأوروبي والأسترالي -آنذاك- ما يدل على أنه مستورد شخصياً للمالك في السعودية مباشرة، أما سعره السوقي في الوقت الحالي فيتجاوز الـ30 ألف يورو في أفضل حالاته، وهناك أيضا سيارة GAZ-21 VOLGA التي تم إنتاجها في الاتحاد السوفيتي من شركة قاز وهذا الجيل الموجود أنتج ما بين عام 1962 إلى عام 1970، وبسعر يتجاوز الـ30 الف يورو في السوق الحالي، وهناك أيضا سيارة PONTIAC PARISIENNE بريزيان وهي ذات موديل 1965-1966من الجيل الثالث الذي استمر حتى عام 1970، وأيضا سيارة CHEVROLET DELUXE موديل 1951؛ وهي تعتبر من سيارات شيفروليه المعروفة وتوقف إنتاجها عام 1952. كما توجد هنا سيارة CHEVROLET IMPALA التي تغنى بها المطربون الشعبيون: «نطحني راعي امبالا .. عليه عيون قتّاله» وتكاد تكون السيارة الأشهر في مجتمعنا السعودي واستخدمت من قبل جميع طبقات المجتمع إضافة إلى شهرتها في سيارات الأجرة والتنقل قديما بين المدن وهي ذات موديل 1965 وقد تصل قيمتها إلى 100 ألف دولار أمريكي إذا كانت بحالة جيدة».
واستطرد الشلوي: واجهنا في الفترة الأخيرة بعضاً من القرارات التي لا تسمح بإصدار لوحات خصوصية للسيارات الكلاسيكية حيث تم تحويلها إلى سيارات للاقتناء فقط وفي الوقت الحالي تم إيقاف الاقتناء حتى صدور أمر جديد، ونحن نتمنى أن تكون هناك آليه للسماح باللوحات الخصوصية مثلها مثل أي سيارة حديثة حيث توجد سيارات تتجاوز أعمارها الـ40 سنة بحاله المصنع وبأسعار تتجاوز أسعار السيارات الحديثة بكثير.
وتمنى الشلوي أن يكون هناك تنسيق بين إدارة المرور وبين الفحص الدوري للسيارات بحيث تخضع السيارة الكلاسيك للفحص الدوري وإذا لم تجتزه لا يسمح بقيادتها وتصنف كاقتناء فقط أما بالنسبة للسيارة التي تتجاوز الفحص فتسجل كسيارة خصوصية وتفحص في كل عام بشكل دوري.